موضوع حول الخوف من المباراة


تعبيرات كثيرة عن شعور المقاتلين بالخوف اثناء المعركة فيقول احدهم

عندما اجد نفسي في قلب المعركة اجد نفسي وكأنني صب علي راسي ماء مثلج بمعني احس بالبرودة واشعر باعصابي وكأنها غير موجودة واشعر بتعب مفاجئ وشعور بالنعاس واجد اقدامي لاتستطيع ان تحملني واجد جسدي كله وكأنه مفكك واشعر بان عضلاتي اصابها الضعف والضمور ولا استطيع التحكم فيها .

ومنهم يقول :

اشعر كانني احلم واجد نظري مرتبك وافكاري مشوشة ولا استطيع تثبيت نظري علي شئ او تحديد اي شئ وكأنني اري العالم من خلف زجاج مشبر كله شروخ

ومنهم من يصف شعوره قائلا :

اجد نفسي في هذا الموقف لا اصدق نفسي انني في هذا الامر فطالما شاهدت من بعيد العديد من المشاجرات واري شخص يجتمع عليه بضعة شباب ينهالون عليه بالضرب باليد والارجل والاحزمة فدائما اقول ان هذا الامر يحدث لغيري لايحدث لي فانا بعيد عن المشاكل ولا ابحث عنها فاذا صادفتني مشكله ما ووجدت نفسي في قلب الشجار انا محوره اشعر وكانني غير موجود في هذا المكان ولا اصدق ان هذا يحدث لي ويطغي علي سمعي صوت السباب والزحام والصراخ والافكار المتخبطة والوجوه الغاضبه تعمى عيني وتجعلني غير قادر علي ضبط افكاري وتركيزي واشعر بجسدي ينهار تحت قدمي واعصابي ترتخي مني واي دفعه او التحام من خصمي اجد نفسي مثل ورقه الشجر في الرياح الشديدة لااستطيع الصمود امامها او التصدي لها او تثبيت جسدي في مكانه وحمايته من الانطلاق للخلف من اثر دفعه خصمي لي ويقول اخر ويقول اخر...واخر...الخ ...الخ...الخ

والاعجب من ذلك هو تغير الشخص الذي يمارس الفنون القتالية اجده يقول :

تنمحي التكنيكات والتدريبات من ذهني وفي بعض المواقف والاوقات انسي فعلا اني امارس فنون الدفاع عن النفس واشعر وكأن خصمي وحش كبير وعملاق لاتستطيع ضرباتي القضاء عليه في نفس الوقت الذي اشعر ان ضربة واحده من خصمي تستطيع قتلي فتترجم هذه الانطباعات علي ضرباتي التي تصبح مثل الطلتيش والتخبيط فلا دقة ولا قوة ولا اساس صحيح فيها فلا استطيع ان اجمع اعصابي واجمع شتاتي لوضع ضربات صحيحة كما تعلمتها فاشعر وكاني لا اختلف عن من يدافع عن نفسه في الشارع بالقتال العشوائي غير اني اهدرت كثيرا من وقتي ومجهودي في تعلم رياضات الدفاع عن النفس والتي القي العبء عليها في ذلك الوقت واقول انها لاتصلح لقتال الشارع ولكنها صممت لاقاتل بها شخص يلعب معي نفس الرياضه علي بساط اللعب ومع وجود الحكام والقوانين او القي العبء علي المدرب واقول انه ليس بالكفاه الموجودة في المدربين الاجانب الذين يجعلون اللاعب وحش يحترم في منطقته وبين جيرانه كما نري في افلام الاكشن الامريكية والصينية .

ان خوف الانسان علي ذاته وحرصه علي عدم ايذاء جسده امر طبيعي في النفس البشريه فهي الفطره التي خلق الانسان عليها خوفه علي ذاته وحبه للبقاء والخوف من الموت او الاصابات ..الخ..الخ

ومن هنا جأت كلمة ( غريزة البقاء ) التي بنيت عليها فكره العاب وفنون الدفاع عن النفس فليس عيبا ان تخاف ولكن خطاء ان يسيطر هذا الخوف علي مشاعرنا بلشكل الذي يجعلنا لانستطيع ان نسيطر علي انفسنا واجسادنا فلا نستطيع الدفاع والهجوم والرد علي الاعتداء الي اخر تلك الامور فالعجيب في الامر اننا نخاف علي انفسنا من الايذاء وفي نفس الوقت هذا الخوف هو الذي يعرضنا للخطورة والاضرار لانه يجعل صاحبه يقف ساكنا يتلقي الضربات حتي وان كان يضرب خصمه وقتها فان ضرباته ليست علي طبيعتها ولا بقوتها الفعلية فلا يستطيع ان يردع الخصم وبهذا يتعرض للضرب والايذاء والخطر بسبب الخوف السلبي الذي يشل الحركة علي الرغم من ان لو حرك الشخص جسدة وبداء في الضرب بقوة واضعا في رأسه فكره واحده الاوهي تأديب خصمه ومحاوله تلقينه درسا قاسيا في كونه حاول او تجراء في الاعتداء عليه وهو الرجل الذي يجب ان تخشي منه الرجال فالخصم قد تجاوز خط حساس من كرامته الاوهو كيف خطرت في راسة فكره ان يحاول مواجهتي او ضربي ان هذا هو الجنون بعينه فيجد نفسه يضرب خصمه بقوة رهيبة بعيدة كل البعد عن الخوف او الارتباك لان الامر اصبح محاولة تلقين الخصم درس لامحاوله الدفاع عن النفس التي ترتبط بكوني هدف يمكن لخصمى اصابته وهو يحاول ان يحبط محاولات خصمة المستميتة هذه بالطبع فكره نسبية بعيدة عن طريقة الجيت كون دو التي سأتحدث عنها في حل مشكلة الخوف .

ان الامر يكمن ليس في العقل بشكل مباشر ولكن في هرمون ( الادرينالين ) الذي يسيطر علي العقل والجسد علي حد سواء .

ان الادرينالين معروف عنه انه يضاعف من قوة الجسد فيجعل الشخص اقوي من طبيعته واسرع فهذا الهرمون الذي يفرز من الغدة فوق الكظرية فهو بذلك في نفس الوقت الذي تتجاهل فيه امر اخر الاوهو ان هذا الهرمون ايضا يفرز اثناء الخطر فيشعرك بالخوف والارتباك والقلق وعدم ترتيب الافكار والشوشرة علي الافكار والاحاسيس وارتخاء الاعصاب فهو سلاح ذو حدين فاذا كان الشخص غير معتاد علي الشعور بسريان ( الادرينالين ) في الدم فيصبح هذا الهرمون هو الضربه القاضيه له وقت الخطر وهو الخصم الاول فنجد ان الشخص الذي يمشي دائما كما يقال ( في حاله ) لاعلاقة له بالمشاكل او غيرها وهو بعيدا عنها ويحاول جاهدا ان لايقحم انفه فيما لايعنيه ولا يجلب لنفسه المشاكل والمتاعب هو اول شخص يتحطم عند اول بادرة خطر عن طريق عدوه الاول ( الادرينالين ) ومن هنا نبداء باذن الله وبعد تلك المقدمة والشرح التفصيلي نبدء باذن الله شرح خطه الحل لتلك المشكله كما وضعها ( بروس لي ) :-

اولا :-

كان دائما بروس لي يقول : ( انك اذا لم تتدرب علي ملاكمه الظل بشكل دوري فانت بذلك سوف تهبط بمستواك مهما تتدرب بجد واجتهاد وعلي التمرينات البدنية وعلي التكنيكات )

وملاكمه الظل : هذه هي ملاكمه وهميه ذات فكره بسيطة وهي ان تقف بمفردك في مكان ما وان تتخيل ان خصمك يقف امامك وان كثيرا من الناس مجتمعين يشاهدون وان تتعمق في التخيل لدرجه ان العقل يقوم بخداع الجسد باعطاء اشارات الشعور بالخطر والتوتر ثم تلعب بكل قوة وبكل اجتهاد وتقاتل خصمك الذي تتخيله بمنتهي الحرص والمهارة وان تجعله دائما غير سهل المنال بل دائما اجعله قوي يضع لك ضربات خطيرة وسريعه تحاول فعليا بجسدك ان تتفادها وان تضع معها الهجوم المضاد بمنتهي القوة والسرعة كل هذا علي الهواء فانت تقاتل خصم وهمي تقوم بتحريك اقدامك علي الارض وتحريك جزعك في المراوغات ويديك في الدفاعات وفي الهجوم والهجوم المضاد وكذلك قدمك ..الخ..الخ

-في بادئ الامر ستجدالامر صعب عليك ان تتخيله وان توهم جسدك بالخطر والغرض من ذلك

بالطبع هو لافراز الادرينالين حتي تعتاد علي الشعور به وبذلك تأخذ مميزاته وتبعد عن اضراره ولكن لن يأتي هذا في البدايه بسهوله فانت في البدايه لن تستطيع ان تتحكم وتسيطر علي عقلك بتلك الدرجه وستجد ملاكمة الظل في البدايه ماهي الاتدريب جسدي جيد يجعلك تضع الافكار والخطط القتاليه في ذهنك وتعتاد ان تطلقها بسرعة اثناء الاحتياج اليها بدون تفكير وان يطيعك جسدك في كل ماتامره به لتنفيذه لمحاوله تفادي اي وضع هجوم او هجوم مضاد للخصم حيث انك دائما تجعل خصمك هذا قوي بدرجه كبيرة ويقوم بالهجوم والدفاع فيجعلك بذلك تحرك كل جسدك بكل ما تعرفه من تعاليم وتكنيكات وهذا بالطبع لن تجده في شريكك في التدريب حيث انه ليس بتلك القوة التي تتخيل بها خصمك الذي ممكن ان تتخيله بروس لي ذاته وايضا اذا أخطأت مع شريكك في التدريب فهذا يعني الاصابه ولكن طبعا ليس بالضرورة حيث في التدريب يحافظ كلا الشريكين علي بعضهما من الاصابه :

ولكن باستمرار التدريب سوف تستيطع التحكم في عقلك الذي يسيطر علي جسدك فان وكما قال بروس لي : ( ان عقلك يستطيع دائما ان يفعل بجسدك المعجزات )

وبالطبع يمكنك الاستفادة من تلك الفكرة في كافه تدريباتك السلبيه وهي التدريبات التي نقوم بها علي الاشياء الصماء مثل الدميه الخشبية وحقيبة اللكم ..الخ

فعند التدريب عليهم تخيل اعدى اعداءك يقف امامك ثم قم بالهجوم باللكم و الركل علي حقيبه اللكم الثقيله مثلا بمنتهي القوة والسرعه والمهارة والدقة بدون غضب ولكن بأنفعال فلقد قال بروس لي في هذا الشان : ( لاتغضب فاذا غضبت لن تستطيع ان تضرب خصمك والمقاتل الجيد لا يتصف بالعنف او بالغضب ولكن يتسم بالانفعالية )

والانفعال هنا المقصود به التجانس الوجداني مع لكماتك وركلاتك فدائما كان يقول

( اذا لكمت فكن انت اللكمه واذا ركلت فكن انت الركله فدائما اجعل مشاعرك واحاسيسك وجسدك في تجانس تام مع ضرباتك )

حاول ان تشعر بلكماتك وركلاتك وحاول ان تضع فيها مشاعرك واحاسيسك فكان بروس لي يقول ( لاتظهر غضبك علي وجهك ولكن اظهره في قبضتك ) فان الضربات لاتأتي من العقل الي الجسد الي العضلات ثم الي السلاح لا فأن في ( الجيت كون دو ) كان بروس لي يقول ( دائما اجعل هجماتك تاتي من عقلك ثم تمر علي قلبك ثم جسدك وعضلاتك ) والمقصود بالقلب هنا بالطبع هو المشاعر والاحاسيس في الهجمه حيث تكون في تجانس مع لكماتك وركلاتك فان ذلك يتيح لك استنتاج كل ما هو أت بعد الهجمه من ردود فعل فأن عقلي وجسدي وكياني ومشاعري يشتركون معا في وضع لكمه او ركله مركزة تجاة الهدف وكما قال بروس لي ( انت لاتضرب اللكمه للقضاء علي خصمك ولكن للقضاء علي ما بداخلك من مخاوف وبثقتك من ان خصمك ليس منيع او غير قابل للعطب ولكنه قابل للكسر او الطرح فهو بشر ) حاول دائما ان تركز اثناء تدريباتك السلبيه علي هذا الامر دائما تخيل خصمك في اداة التدريب امامك واضرب 100% قوة 100% سرعة 100% تركيز

وحاول دائما ان تغوص بقبضتك او ركلتك داخل الهدف فلقد قال بروس لي ( عندما تضرب حقيبة اللكم لا تضرب سطحها ولكن حاول ان تضرب داخلها ) بهذه الطريقة سوف تتغلب علي عقلك ومشاعرك الهدوء والتركيز حيث انك تسيطر علي مشاعرك فلا تجد هناك مجال للخوف والذعر .

ثانيا :-

لقد قسم بروس لي ( الجيت كون دو ) الي ثلاث مراحل وهما كالاتي :-

المرحله الاولي : ولقد سماها ( المرحله الفطرية ) :-

وفيها يكون اللاعب مبتدئ لايملك قوة في ضرباتة او مرونه او رشاقة بجسده لا يعرف تكنيكات لا يمتلك لياقة وانفاسه غير منتظمة وضعيفة لا يهاجم بفن ولا يدافع بشكل مدروس ولكن يتخبط في دفاعاته حيث يغلب علي اللاعب في تلك المرحلة فكره ( غريزة البقاء ) او ( غريزة الدفاع عن النفس للبقاء ) فنجد اللاعب يهاجم بلاوعي من الممكن ان تكون هذه اول حصة تدريبية له ويعرض عليه مدربه ان ينازله علي ان يناوشه مناوشه خفيفة وله هو الحريه في ضرباته فنجده يوافق علي ذلك ويهاجم بلاشكل او طريقة صحيحة بل من الممكن ان يضربه مدربه مثلا يلكمه في وجهة وهو لايعي لها بالا وتكون يد مدربه في وجهه ومع ذلك لا يقوم حتي بأبعادها ولكن يضرب ويخبط بيديه ورجليه غير مراعيا انه بذلك يعرض نفسه وبلاخص وجهه لاصابه كبيرة غير مقصودة بلطبع علي العكس اللاعب المتمرس في تلك الحاله سوف يعمل اولا علي تفادي اللكمه ثم يقوم بوضع هجوم مضاد ومناسب فتجد تلك المرحله بان اللعب فيها يكون شجاع يهاجم بالفطرة وبقوة لا يحسب لخصمة حساب ولايخشي فرق القوة بينهما .

المرحله الثانيه : ولقد سماها ( المرحله المتقدمة ) :-

وفيها يكون اللاعب قد تعلم بعض التكنيكات وحصل علي بعض السرعة والقوة والرشاقة واللياقه والمهارة واصبح يعي ويفهم حدودة جيدا ويستطيع ان يفهم حدود وطاقات خصمه ويستطيع القتال بشكل جيد والدفاع عن النفس بصورة صحيحة ولكنة يفتقر الي المرحلة الاولي الاوهي الهجوم الفطري فاصبح لايهاجم مثل ذي سبق بقوة وبكثرة بل اصبح قليل الهجوم جدا علي الرغم من تعلمةطرق وتكنيكات كثيرة للهجوم وتعتبر هذه هي الميزة والعيب فبسبب ذلك اصبحت كل خطوة عنده لها حساب فهو في المرحلة الاولي كان يهاجم بدون تفكير غير مبالي بأي اصابه او اقتناص من خصمه فهو في الاصل لايفهم او يعرف مثل تلك الامور اما الان فهو يعلمها ويستوعبها بشكل جيد ولذلك فهو يعمل حساب لكل هذا يضع في حسابه اسلحة خصمه وقوتة الدفاعية وقدرتة علي المناورة واقتناص الهجمات وانه يمكن لخصمه ان يجعل هجماته في صالحة لا عليه فيمكن ان يصيبة بهجوم مضاد قاتل ولذلك نجد اللعب في تلك المرحله متردد قليل الهجوم متوتر علي الرغم من ان بروس لي قال في هذا الامر ( ان المقاتل الجيد لا يظهر علية التوتر ولكن دائما هو مستعد ويظهر عليه التحفز ) ونجد مثل هذا التوتر والتردد يظهر بشكل واضح في مباريات ( التايكوندو ) حيث نجد ان كلا اللاعبين ينتظران هجمه بعضهما لبعض وكل منهما متوتر خائف من الهجوم حيث انه يعلم ان خصمه ينتظره لكي يقتنصه بهجوم مضاد فيظهر علي لعبهما التوتر حتي ان الحكم في بعض الاوقات يشير اليهما بأعطائهما انذار اذا لم يقوما بالهجوم والعجيب في الامر انه في بعض الاوقات نجد اللاعب الذي ينتظر الاخر حتي يقتنصه عندما يهاجم من قبل خصمه بركله دائرية علي سبيل المثال يتقهقر الي الخلف ولا يضع هجوم مضاد كما هو منتظر او متوقع وهذا ايضا نوع من انواع التردد حيث انه يخشي ان لايصيب خصمه بهجومه المضاد فتناله قدم خصمه المهاجمة وبسبب سمات تلك المرحلة وضع بروس لي المرحلة الثالثة

المرحلة الثالثة : لقد سماها ( المرحلة التلقائية ) او مرحلة رد الفعل التلقائي

( النفصال والتجرد )




في هذه المرحلة يعمل بروس لي من خلال تدريبات الاحساس الحركي علي ضم المرحلة الاولي بلمرحلةالثانية بمعني ان يضم الجرأة والشجاعة والهجوم الفطري بالخبرة والذكاء والدراية والمهارة القتالية فيكون الهجوم قوي وسريع و كثير التنوع ولكن في ذات الوقت عملي ودقيق وبه الكثير من الحنكة والمهاره وذلك عن طريق جعل العقل يعطي الاشارة للجسد بالقيام بالحركة المضادة او الهجمة بدون تفكير وقد كان بروس لي يقول في هذا الشان ( ليقم عقلك بالحركة المضادة بدون تفكير تعلم من الانفصال والتجرد )

فالانفصال هنا يعني :- 

الابتعاد بنظرك او بتفكيرك او بأحاسيسك عن الواقع المحيط بك عند مواجهتك لخصمك ولتجعل تركيزك بالكامل علي حركات خصمك لا يشغلك اي شاغلة اخري عنه لا تلتف الي اي امر اخر لا تجعل الافكار الجانبية تدخل في تفكيرك وتركيزك وقتها احذف من عقلك كل ما ليس له علاقة بخصمك دائما تتبع حركاته ولفتاته ومتابعة كل اشارة يصدرها كل نفس كل حركة لا يلهيك اي امر اي كان وان مر بجانبك فرضآ ( فيلآ ) لاتنظر اليه ولا يشغل تفكيرك فالتحذف من عقلك اي افكار جانبية تشوش علي تركيزك وقرارتك ابعد الهموم عن عقلك ابعد المشاكل اذا كانت هناك مشاكل لا تفكر في اي امر جانبي وقم بوضع تركيزك بنسبة 100% علي خصمك . 

اما التجرد فبمعني :- 

التجرد عن العقل نهائيا ولا تفكر في ردود فعل مسبقه لحركاته القادمه بل انتظر هجماته و لتجعل عقلك يقوم بالحركة المضادة بدون تفكير بالضبط كما يحدث عندما تلامس اصابعك او يدك لسلك كهربائي مكشوف فانه عند سريان الكهرباء في يدك وجسدك وقتها لا يفكر عقلك في هذا الامر قائلا ( ماهذا الشئ الذي يحدث لي اهو تخيل ام هي كهرباء ) ثم تنظر العين فتجدها سلك كهرباء فيقوم العقل باعطاء اشارة لليد بالابتعاد عن السلك لا بالطبع فاذا حدث مثل هذا الامر كان هذا الشخص في عداد الموتي بل ان يدك تبتعد بشكل سريع وبدون تفكير فيما يحدث وتبعد يدك بسرعة عن مصدر الكهرباء بشكل تلقائي عفوي وهو ما يسمي ( برد الفعل المنعكس ) حيث تتم الحركة بسرعة غير قابلة للتفكير حيث ان التفكير مهما كان سريع فانه سيفرق وقت حتي وان كان جزء من الثانية ثم عن اتخاذ القرار واعطاء الاشارة لليد بالحركة فهذا وقت اخر وهنا يكون الشخص قد مات واذا فرضنا هذا الامر علي القتال وجعلنا مثلا الخطر هنا هي لكمه موجهه من الخصم الي وجهك فان التفكير في رد الفعل لتحديد الدفاع الملائم ثم اعطاء الاوامر للجسد بالتنفيذ يستنفذ وقت تكون فيه اللكمه قد اصابتك وبعدها تفوق من الاغماء تسأل(ماذا حدث؟ اين هو حتي ادمره؟ اكيد انه هرب عند مواجهتي) فأنت لاتعلم انك قد تلقيت لكمه اطاحت بك في عالم اخر . 

يجب ان تتجرد عن عقلك نهائيا وتتعلم ان يقوم جسدك بالحركة المضادة ( كحركة رد فعل منعكسة ) بدون تفكير فلا يجب ان تضع خطة مسبقة لهجمه خصمك بمعني ألا يكون دفاعك الذي تخطط له هو ان تضع مع هجمته الدفاع رقم (1) او (2) او (3) بل يجب ان يكون دفاعك كصدي الصوت حيث ان هجمه خصمك هي الصوت ودفاعك هو صداها يلاحقها بلا تفكير يتابعها ويتجانس ويتناسب معها قم بالهجوم والدفاع حتي تكون حركاتك في انسجام لا يعوقها التفكير الذي يؤدي الي التأخير والتردد وهذا بالطبع يأتي عن طريق طريقة تدريب معينة صممها بروس لي وهي مستوحا في الاصل من فكره ال ( تشي ساو ) ( اليد العصويه ) في الونج تسن وتسمي مجموعة ( drills training ) والتي تعتمد علي وجود حركة معينه تقوم بها انت وشريكك بشكل معين بحيث ما تقوم به انت يقوم به شريكك بنفس الكيفية فتقوم انت بالهجوم وهو بالدفاع ثم بحركه بسيطه متتابعه اي ( بدون توقف ) تقلب الوضع فتكون انت المدافع وهو المهاجم بنفس الهجمه وهذه التمارين كثيرة ومتنوعه تعلمك في النهايه ان تحرك هجماتك ودفاعاتك بدون تفكير ولكن تعتمد في الحركة علي الاحساس بين حركة وطاقة خصمك الحركيه لأدواته التي شعر بها ويتشكل علي اساسها بعد ذلك هجماتك المضاده وهذا سوف يتم شرحه باذن الله في جزئية تعلم ( التريبينج ) . 

ومن هنا تصل بتلك المرحلة الاخيرة بنفسك الي مكان بعيد جدا عن الخوف الذي لا وجود له في تلك المرحله حيث لا مجال للخوف فالعقل لا يفكر بل يتحرك العقل والجسد بشكل تلقائي لا مجال للتفكير في الخوف فيه حيث ان الابتعاد عن سلك الكهرباء لا يوجد به خوف فان يدك وجسدك يأتي بالحركة اولا وبسرعه بدون تفكير اذا كان هذا الامر خطر اخاف منه ام هو عادي لا يأخذ في الاعتبار لا تتم الامور بتلك الطريقه بل انت تتحرك بسرعه بشكل تلقائي ( رد فعل منعكس ) فأين مكان وجود الخوف في ذلك . 

وفي النهايه احب ان اشير الي امرين مهمين يجب ايضا وضعهما في الاعتبار :- 

اولا : قال بروس لي ( ان الانتصار علي الالام الداخليه هي قمه النصر )

تعلم دائما ان تتحمل الالم ولا تجعل الالم يعيق حركه تفكيرك او قرارتك او يجعلك الالم تصل الي مرحله الجبن والخوف . 

ثانيا :- قال بروس لي ( تعلم فن الموت فان المقاتل الشجاع يموت مرة واحده اما المقاتل الجبان يموت الف مرة )

والمقصود بفن الموت ليس بالطبع كما يخطر في اذهان القارئ كاول الامر هو الفن القتالي الذي لامثيل له الذي يعد من الاسرار الدفينه الخطيرة في مجال الفنون القتالية لابالطبع بل المقصود هنا هو ان تتعلم ألاتخاف من ان تموت وانت تقاتل بل العكس انت ترحب بالفكره ولاتجد لها سبيل اخر فأنت في قتال اما ان تقتل(بفتح التاء) او تقتل(بضم التاء) وبذلك فانت لاتخشي شئ فما اشد قسوة من الموت ( لاشئ ) فلذلك لا يجد الخوف الي عقلك سبيلا فان الجندي الشجاع اذا قتل في المعركة فأنه يقتل مرة واحده اما الجندي الجبان يقتل الف مره من خوفه ومن ان تصيبه رصاصه او ضربه او اي شئ اخر قد يميته فتجده يرتعد ويصرخ ويتواري ويبكي عندما يسمع صوت طلقه او فرقعه الخ .. الخ .. فهو يموت الف مره من خوفه قبل ان يقتل في النهايه 

وبالطبع هذه الامور كلها التي ذكرتها امور فلسفية لااكثر ولااقل حيث ان الامر ابسط من ذلك فلا وجود لرصاص ولا فرقعة الخ....الخ فيما نتحدث او نتعلم ولكن الامر فلسفه الغرض منها توضيح الفكره والمعني
Share on Google Plus

About Unknown

    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق